السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دعوات لمظاهرات تطالب بالعدالة الاجتماعية بالصين وآلاف العمال الأمريكيين يتظاهرون لحماية اتحاداتهم
لم تقتصر شرارات الثورة التي أطلقها الشعبان المصري والتونسي علي دول الشرق الأوسط فقط, ولكنها امتدت ـ علي ما يبدو ـ لتمس كل الشعوب المطالبة بحرية التعبير عن الرأي وممارسة الحقوق السياسية في مختلف أنحاء العالم.
وعلي رأسها الصين, بل والولايات المتحدة أيضا التي انتفض عمالها للمطالبة بحقوقهم ففي بكين, أثارت دعوة للاحتجاج ضد الحكومة الصينية علي شبكة الإنترنت حفيظة السلطات المحلية التي دفعت بقوات كبيرة من الشرطة إلي الشوارع كتعبير عن إصرارها علي ردع أي من تلك الاضطرابات كتلك التي تهز منطقة الشرق الأوسط. فقد انتشرت قوات الشرطة لتفتش المارة وتبعد الصحفيين والمصورين الأجانب في وسط بكين وشنجهاي بعد أن نشر موقع صيني مقره الولايات المتحدة دعوة للشعب الصيني إلي محاكاة الاحتجاجات التي تجتاح الشرق الأوسط وتنظيم تجمعات تأييدا للتغيير الديمقراطي.
واستخدمت الشرطة صفارات الإنذار وخراطيم المياه لتفريق حشود متفرقة من المتظاهرين لم يتجاوز عددهم200 شخص ـ حيث فاق حجم قوات الشرطة أعداد المتظاهرين ـ كما ألقت الشرطة القبض علي خمسة رجال كان أحدهم يلتقط صورا, لكن لم يتضح ما الذي فعله الآخرون حتي تستهدفهم الشرطة, بينما نفي مسئولون من الحزب الشيوعي الحاكم في الصين فكرة أن تتعرض البلاد لاحتجاجات مثل تلك التي تمتد في منطقة الشرق الأوسط من مكان لآخر. لكن حملة من الاحتجازات وفرض الرقابة علي المناقشات التي تجري عبر الانترنت حول الشرق الأوسط أظهرت أن بكين تشعر بتوتر بالغ إزاء أي مؤشر لمعارضة نظام حكم الحزب الواحد. وتمركز أفراد الشرطة الذين يرتدون الزي الرسمي والملابس المدنية في أنحاء شارع وانج فو جينج التجاري ببكين, وهو أحد الأماكن التي تم تحديدها كمكان للاحتجاج في موقع بوشون دوت كوم علي الانترنت. ولم تتضح حتي الآن الجهة التي تقف وراء الدعوات بتنظيم الاحتجاجات, والتي دفعت الحكومة الصينية إلي منع الرسائل النصية, بالإضافة إلي التعتيم علي أي أنباء حول الثورات والمظاهرات الاحتجاجية التي تجتاح الشرق الأوسط.
وفي محاولة لتهدئة الرأي العام والقضاء علي أي أسباب للاحتجاج, أكد رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو إن مكافحة التضخم أولوية رئيسية لحكومة بلاده, حيث تشكل الزيادات السريعة في الأسعار والضغط لرفع قيمة اليوان بنسبة كبيرة تهديدا للاستقرار الاجتماعي.
وجاءت تصريحات وين- قبيل بدء الدورة السنوية للبرلمان الصيني- لتعكس حساسية كبار زعماء الحزب الشيوعي تجاه الاستياء الشعبي من ارتفاع أسعار الغذاء والعقارات, كما يعكس أيضا الشعوربالقلق والحذر من تداعيات الاطاحة بحكام مستبدين في منطقة الشرق الأوسط, حيث حذر وين من أن الزيادة السريعة في الأسعار أثرت علي الاستقرار العام.
وأضاف أن الحفاظ علي استقرار الأسعار من أولويات الحكومة والحزب دائما, مضيفا أن الصين لديها احتياطيات وفيرة من الحبوب والنقد الاجنبي ستساعد علي الحد من ارتفاع الأسعار.
كما تعهد بمواجهة الفساد المتفشي في أروقة الحكومة والحد من معدلات التضخم.
وفي الولايات المتحدة, نظم عشرات الآلاف من العمال احتجاجا في ولاية ويسكنسن الامريكية ضد حملة لحكومة الولاية للحد من قوة اتحادات القطاع العام مما آثار تجمعات تضامنية لحقوق العمال في شتي أنحاء البلاد.
ويري المحتجون هذه المقترحات علي انها محاولة لإضعاف الحركة العمالية, وذلك في الوقت الذي تدرس فيه ولايات اخري مقترحات مماثلة من بينها اوهايو وتينيسي وايداهو وانديانا وايوا وكانساس.
وتجمع عدة آلاف من المحتجين في مدينة نيويورك كما خرج نحو ألف شخص في شيكاجو وكولومبيا في اوهايو وتجمع عدة مئات في مدينة أوستن بولاية تكساس وانضم نحو100 شخص الي احتجاج في ميامي.
وهتف عدة آلاف من المحتجين عند مبني الكونجرس بولاية ويسكنسن في ماديسون تحت نافذة الحاكم الجمهورية للولاية سكوت ووكر بشعارات مناهضة له.
ووافق مجلس ولاية ويسكنسن علي اقتراح من ووكر بتجريد اتحادات القطاع العام من معظم الحقوق الجماعية للمفاوضة.
وفي بريطانيا, بدأ العاملون في شركة قطارات أريفا في ويلز إضرابا عن العمل لمدة يومين بسبب خلافات حول المرتبات.
وقال مديرو الخدمة في الشركة إن عرضا بتقديم12% زيادة في المرتبات علي عامين لا تلقي قبولا من جانب المضربين الذين يطالبون بمساواتهم بأقرانهم في انجلترا.